ارتفعت أسواق الأسهم في مختلف أرجاء آسيا أسوة بالأسهم الأمريكية اليوم عقب بيانات إيجابية صادرة عن الولايات المتحدة ونتائج أولية إيجابية من المرحلة الأولى لتجارب لقاح كوفيد-19 التي تجريها شركة فايزر،

حيث يبدو أن تركيز المستثمرين سيبقى محصوراً حالياً بالبيانات الإيجابية. وهو ما تبين من تصدر مؤشر هانغ سنغ لبورصة هونغ كونغ، حيث ارتفع بنسبة 1.5% بعد تطبيق قانون الأمن الوطني الصيني.

 وشكلت زيادة الإقبال على المخاطر ضغطاً على فئات أصول الملاذ الآمن، مثل الدولار الأمريكي وسندات الخزينة والذهب، مدفوعةً بشكل جزئي ببيانات تقرير الوظائف الذي أصدرته شركة إيه دي بي أمس، والذي أظهر إضافة 2.37 وظيفة في القطاع الخاص خلال شهر يونيو ومايو، وهو ما تم مراجعته لتسجيل زيادة قدرها 3.07 مليون وظيفة مقابل خسارة 2.76 مليون وظيفة.

 وسيترقب المستثمرون تقرير الوظائف غير الزراعية الأمريكي الذي سيصدر اليوم لتأكيد هذا التوجه، ولكن حتى وإن فاقت النتائج المسجلة 3 ملايين وظيفة، لا يعني ذلك بالضرورة وجود حالة من التعافي السريع في الاقتصاد الأمريكي أو وجود تحسن اقتصادي مستدام. ويعود ذلك إلى توليد بعض هذه النتائج بشكل مصطنع، نتيجة لرغبة الشركات من الاستفادة من الحوافز المالية التي يوفرها برنامج حماية الرواتب الحكومي. ورغم التحسن الكبير الذي سيظهر في الوظائف التي تأثرت بشكل مباشر نتيجة إجراءات الإغلاق المفروضة على مدى الأشهر الثلاث الماضية، مثل المطاعم وأركان المشروبات، إلا أن العوامل الاقتصادية الأخرى ستبقى على حالها، إذ لن يقدم الرقم الرئيسي في التقرير صورة كاملة ودقيقة عن الوضع الحالي. ولذا ينبغي علينا أن ندقق في عدد الوظائف التي تتلقى حوافز حكومية قصيرة الأجل، كونها لن تدوم في حال عدم تحسن عائدات الشركات. كما ينبغي التركيز على أرقام البطالة الدائمة، كونها ستحتاج إلى فترة أطول للتعافي.

 وحذر جيمس بولارد، رئيس الاحتياطي الفدرالي في سانت لويس، أن نهاية الأزمة ما زالت بعيدة، كما أنه يعتقد أنه في حال عدم تطبيق الإدارة المناسبة لمخاطر السياسات الصحية، يمكن أن نشهد موجة كبيرة من عمليات الإفلاس المؤسسية التي قد تتسبب بأزمة مالية. ولا يبدو أن إدارة السياسات الصحية كافية حالياً، وخاصةً مع تسجيل 50 ألف إصابة يوم الأربعاء. ويبدو أن الخطر الحالي يكمن في عكس الإجراءات السابقة الرامية لتخفيف قيود الإغلاق وعودة الحال إلى ما كان عليه سابقاً. وأي أخبار عن تطوير لقاح جديد سيكون لها تأثير قصير الأمد، حتى يتوفر اللقاح لسكان العالم بأكمله.

 كما تبين أن متوسط الحركة اليومية لـ200 يوم لمؤشر ستاندرد آند بورز500 يشكل عتبة دعم قوية، حيث سجل المؤشر عدة حالات تعافٍ خلال شهر يونيو. وينبغي علينا حالياً أن نتخطى عتبة 3155 نقطة (القمم الثلاثية التي شهدناها خلال الأسبوعين الأخيرين من يونيو) و3223 نقطة (الفجوة التي تشكلت في 11 يونيو) ليسهم المضاربون على ارتفاع الأسعار في دعم ارتفاع المؤشر إلى مستويات جديدة. وإلا فإن المضاربين على تراجع الأسعار سيتولون زمام الأمور، ويمكن أن نشهد توجهات موسمية شكلت تحديات لأسواق الأسهم فيما مضى.

تنويه: يحتوي هذا المقال على آراء خاصة بالكاتب، ولا ينبغي استخدامها كمشورة أو نصيحة للإستثمار، ولا يعتبر دافعاً للقيام بأي معاملات بأدوات مالية، وليس ضماناً أو توقعاً للحصول على أي نتائج في المستقبل. لا تضمن ForexTime (FXTM)، أو شركاءها المتعاونين، أو وكلاءها، أو مديريها، أو موظفيها أي صحة، أو دقة، أو حسن توقع أي معلومات أو بيانات واردة في هذا المقال، ولا يتحملون مسؤولية الخسائر الناتجة عن أي استثمار تم على أساسها.